يكمل الدكتور شريف الرميثي، عضو طاقم المحاكاة، ضمن ثاني دراسة في برنامج الإمارات لمحاكاة الفضاء، اليوم، 50% من مهمة «هيرا»، التي تجري في مجمع أبحاث محاكاة مهام الاستكشاف البشرية بوكالة «ناسا»، وتستمر حتى 24 يونيو الجاري، ضمن طاقم يضم إلى جانبه كلاً من جيسون لي، وستيفاني نافارو، وبايومي ويجيسيكارا.
من خلال محاكاة الفضاء التي تجري على الأرض، وتحديداً في مركز جونسون للفضاء بولاية تكساس الأمريكية، يقوم الرميثي وزملاؤه بدراسة كيفية التكيف مع العزلة والحبس وظروف العمل التي سيواجهها الرواد، خلال مهام رحلات الفضاء المستقبلية، من خلال القيام بمهام علمية وتشغيلية، مع مواجهة تأخير في الاتصال مع العالم الخارجي لمدة تصل إلى 5 دقائق أثناء اقترابهم الافتراضي من كوكب المريخ.
وتوفر مهمة محاكاة الفضاء بيئة مراقبة للباحثين من أجل دراسة التأثيرات الفيزيائية والنفسية للسفر الفضائي الطويل المدى على الإنسان. وكونها تعد مهام حاسمة في تطوير علم الفضاء فإنها توفر وسيلة لاختبار التقنيات والأساليب الجديدة لاستكشاف الفضاء، وتحسين فهم العلماء للسلوك البشري والفسيولوجيا، وتطوير استراتيجيات لتعزيز سلامة وأداء الطاقم.
صحة الإنسان
ويشارك الرميثي وزملاؤه في إجراء 18 دراسة حول صحة الإنسان، 7 منها تجري بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء ووكالة الفضاء الأوروبية «إيسا»، بهدف تقييم الاستجابات الفسيولوجية والسلوكية والنفسية لأفراد الطاقم في بيئة مشابهة لما سيواجهه رواد الفضاء في رحلة إلى المريخ والقمر، للتغلب على العقبات في المهام الطويلة الأمد في أعماق الفضاء.
ويجري الرميثي محاكاة المشي على المريخ، من خلال تقنيات الواقع الافتراضي، والمتمثلة في تغطية الرأس، لتوفير صورة بانورامية للمريخ، إضافة إلى دراسة صخور الكوكب الأحمر، من أجل فهم كيفية تكيف أفراد الطاقم مع العزلة والحبس وظروف العمل التي سيواجهها الرواد، خلال مهام رحلات الفضاء المستقبلية في مساحات محدودة، وهو ما يساعد الرواد مستقبلاً على تطوير مهاراتهم في الملاحة الفضائية.
تجارب علمية
ومن خلال ثاني دراسة إماراتية لمحاكاة الفضاء تشارك الجامعات الوطنية في 6 تجارب علمية، منها 3 تجارب قدمتها جامعة الإمارات العربية المتحدة، الأولى تركز على دراسة اضطرابات الأيض المتعلقة بالجلوكوز خلال فترة 45 يوماً من العزلة، عبر تحليل النواتج الأيضية، أما التجربة الثانية فتعمل على رصد الضعف في وظائف الدماغ الناتج عن الإرهاق الذهني، في حين تعمل التجربة الثالثة على مراقبة المؤشرات الحيوية للقلب والأوعية الدموية باستخدام تقنيات بصرية، بينما قدمت جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية تجربتين، الأولى تركز على تقييم استهلاك الجسم للطاقة، والمحتوى الذي يشكلها، وكثافة العظام، والكتلة العضلية قبل العزلة وخلالها، وتركز التجربة الثانية على دراسة تأثير التعرض مطولاً لبيئة محاكاة الفضاء على القلب والأوعية الدموية، كما تشارك الجامعة الأمريكية بالشارقة في تجربة واحدة، تتناول دراسة الضغط النفسي في العزلة والأماكن المغلقة.
دبي / الخليج