مركبة “المثابرة” تدخل تل “لويش هازل” على المريخ

بدأت مركبة “برسيفيرانس” التابعة لناسا رحلتها إلى “تل لويش هازل” على كوكب المريخ، والتي قد تكون أكثر وجهات الروبوت المريخي إثارة حتى الآن.
ووفقا لمجلة “سبيس” الامريكية، سوف تبدأ المركبة الأسبوع المقبل في الصعود على الحافة الغربية للفوهة جيزيرو، وهي قاع بحيرة قديمة جفّت فيها المياه، حيث بدأت برسيفيرانس رحلتها قبل ثلاث سنوات ونصف. ويتطلع العلماء في المهمة إلى ما يمكن أن تجده المركبة بحجم السيارة عندما تصل إلى القمة.
وأوضح آرت تومسون، مدير مشروع برسيفيرانس في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، في بيان، قائلاً: “بينما نبدأ حملة حافة الفوهة، فإن مركبتنا في حالة ممتازة، والفريق متحمس لرؤية ما يوجد على سقف هذا المكان.”
وستأخذ صعود برسيفيرانس المركبة أولاً عبر “بيكو توركوينو”، وهو منحدر مليء بالشقوق الأرضية التي قد تكون بصمات نشاط مائي قديم، ثم ستصل برسيفيرانس إلى “تل لويش هازل”، وهو منطقة ذات لون فاتح تبرز بشكل درامي ضد اللون الأحمر المعتاد على المريخ في الصور المدارية. ويأمل علماء برسيفيرانس أن يتمكنوا من أخذ عينات من تل لويش هازل.

وأضافت إيليني رافانيس، باحثة دكتوراه في جامعة هاواي في مانوا وعالمة تعمل مع كاميرا “ماست كام زي” الخاصة ببرسيفيرانس، في نفس البيان: “نتوقع التحقيق في الصخور من أقدم قشرة على المريخ، حيث تكونت هذه الصخور من مجموعة متنوعة من العمليات، ويمثل بعضها بيئات قديمة قابلة للحياة لم يتم فحصها عن كثب من قبل.”
وجلبت صعوبات برسيفيرانس المركبة إلى تشكيل يسمى “برايت أنجل”، الذي سُمّي بسبب لونه الأبيض الفاتح اللافت. في الواقع، قد يكون “برايت أنجل” بعضًا من القشرة القديمة التي ذكرتها رافانيس، مكشوفة بسبب التآكل الناتج عن نهر نيريتفا فالس الذي اختفى منذ زمن طويل.
ووجدت برسيفيرانس وسط “برايت أنجل” تشكيلًا صخريًا يسمى “تشايافا فولز”، وهو صخر يحتوي على مركبات عضوية وملطخ ببقع تشبه النقاط، تحتوي على الحديد والفوسفات.
ويعتبر مزيج المركبات العضوية والحديد والفوسفات على الأرض دليلاً على الميكروبات، ويشعر علماء الأحياء الفلكية بالحماس لدراسة هذه البقع بشكل أعمق في سعيهم المستمر لمعرفة ما إذا كانت الحياة قد وجدت يومًا على الكوكب الأحمر.
ولكن البقع على “تشايافا فولز” ليست دليلًا قاطعًا على الحياة المريخية، وتبقى بعض العينات المحتملة في “تل لويش هازل”، الذي يبدو أن له لونًا مشابهًا لـ “برايت أنجل”، وقد يكون له أصل مشابه.