أظهرت دراسة علمية ألمانية صادرة حديثا أن الكلاب تتوفر على حدس دقيق لتوقع نوايا الإنسان الذي يكون أمامها، حيث تقرأ في جزء من الثانية سلوكه وشخصيته، ومدى خطورته عليها وعلى المكان الذي يتواجد فيه.
وأشارت الدراسة إلى أن هذا المستجد العلمي يبين سبب مهاجمة الكلاب لبعض البشر دون آخرين، لاسيما وأن وجود البشر مع الكلاب في مكان واحد غالبا ما يؤدي إلى حصول نوع من التفاعل والترقب يبدأ من العينين، وينتهي بقراءة نوايا الشخص واتخاذ القرار المناسب.
وأكدت الدراسة أن الكلاب على الرغم من نظرات المحبة والهوس بالطعام التي تظهرها غالبا، فإنها تعرف جيدا القدرة على التمييز بين أنواع البشر الذين تتعامل معهم، وتقرا أيضا حتى النية من وراء التقرب منها وتقديم الطعام، حيث تدرك السلوك البشري الحقيقي من وراء هذه الأفعال.
ويمكنها، على الأقل إلى حد ما، وفقًا للدراسة الجديدة، التمييز بين المشاعر المتعمدة وغير المقصودة، إضافة إلى قراءة المشاعر العدوانية والبريئة، بما في ذلك أن الكلاب نادرا ما تهاجم طفلا حتى لو كانت شرسة، لأنها تقرا براءة الطفل وعفويته وعدم قصده إيذاءها ولو ضربها مثلا.
ووفقا للدراسة المشار إليها، بدا واضحا أن الكلاب تصرفت بشكل مختلف، اعتمادًا على ما إذا كانت تصرفات البشر متعمدة أو غير مقصودة، كما تقول الباحثة في علم النفس التنموي الدكتورة بريتا شونمان من جامعة غوتنغن في ألمانيا.
وأجريت التجارب على أكثر من 50 كلبًا، حيث أجرى الباحثون اختبارًا للتحقق مما إذا كانت الكلاب تستطيع التمييز بين نية الإنسان وسوء نيته التي يضمرها، ما سيعزز استعمال الكلاب المدربة مستقبلا في التمييز بين المجرمين داخل تجمع ما انطلاقا من نظرات أعينهم فقط، لأن الشر الداخلي يترجم على وجه الإنسان غالبا.