جاءت استضافة الإمارات للنسخة الـ 38 من المؤتمر الدولي للطب الرياضي في دبي خلال الفترة من 24 إلى 27 أكتوبر 2024، لتحقق العديد من المكاسب، التي يمكن البناء عليها لمستقبل الطب الرياضي في الإمارات والعالم، في ظل المشاركة غير المسبوقة من المسؤولين والخبراء من دول العالم المختلفة في هذا المجال.
ونجح المؤتمر، في أن يجمع نخبة من خبراء الطب الرياضي في مجالات الإصابات الرياضية، والتغذية، العلاج الطبيعي، وعلم النفس الرياضي، حيث تم تقديم أكثر من 300 ورقة بحثية، في ملفات تتعلق بسلامة وصحة الرياضيين، كما أقيمت 16 جلسة علمية و6 ورش عمل مختلفة، ما أسهم في تعزيز المعرفة وتبادل الخبرات في هذا المجال الحيوي.
ومن أبرز مخرجات المؤتمر، تركيزه على الابتكارات وأحدث الأبحاث المتعلقة بصحة الرياضيين، ما يدعم جهود الإمارات لتكون مركزا إقليميا ودوليا في مجالات الطب الرياضي، ويسهم في توسيع أطر التعاون الدولي في مجالات الأبحاث الطبية المتعلقة بالرياضة، وتطوير سياسات الصحة الرياضية، ورفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة للرياضيين في المستقبل.
كما أتاح المؤتمر الفرصة للمتخصصين الإماراتيين للاطلاع على أفضل الممارسات العالمية، وهو ما يعزز جاهزيتهم لدعم تطور الرياضة في الدولة على المستويين المحلي والعالمي.
وأكد الدكتور هاشل الطنيجي، رئيس لجنة الطب الرياضي باللجنة الأولمبية الوطنية، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، أن استضافة الإمارات هذا الحدث، في ظل هذا الحضور الكبير، الذي تجاوز 1000 مشارك، و130 متحدثا، قدموا 304 ورقات بحثية على مدار 4 أيام، تبلورت في النهاية في تقديم 13 توصية، عززت المكانة التي تتميز بها الإمارات عالميا في هذا المجال المهم.
وأوضح أن المؤتمر نجح في استقطاب مجموعة من الخبراء المتخصصين في الطب الرياضي والعلوم الرياضية، من الداخل والخارج، ومن منظمات وهيئات ومؤسسات ذات صلة بالطب والرياضة، ونجح في تقديم خلاصة التطورات الحديثة في جميع تخصصات الطب الرياضي في العالم.
وأشار إلى أن التوصيات التي أصدرها المؤتمر، تمثل إستراتيجية عمل للفترة المقبلة، وتسهم في رسم خريطة مستقبلية للطب الرياضي في الإمارات والعالم.
وقال إن التوصيات تطرقت إلى مجموعة من المحاور المهمة، أبرزها الذكاء الاصطناعي والابتكارات التكنولوجية الحديثة، والشركات البحثية ومنصات التعاون البحثي، وأهمية مبادرات التوعية والمشاركات المجتمعية.
وأضاف أنه تم من خلال هذا المؤتمر، تأسيس مجموعة من المنصات لمواصلة الحوار، وتبادل المعلومات بما في ذلك الحلقات الدراسية، ومنتديات النقاش عبر الإنترنت، بهدف الالتزام بالتعاون المستمر، لإبقاء المجتمع متصلا بشأن القضايا الناشئة والتطورات في مجال الطب الرياضي.
بدوره، قال الدكتور عبد الله الرحومي، نائب رئيس اللجنة الطبية في اللجنة الأولمبية الوطنية، رئيس جمعية الإمارات للطب الرياضي، إن المؤتمر شهد مشاركة العديد من المتحدثين والحضور من أكثر من 70 دولة، والعديد من المؤسسات الطبية العالمية مثل منظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية للطب الرياضي، والمنظمة الآسيوية للطب الرياضي، الجمعيات المحلية للدول المشاركة وغيرها.
وأشار إلى أن أبرز ما يميز إقامة هذا المؤتمر في الإمارات، تكريم الفائزين بجائزة الإمارات للباحث الطبي الواعد، بعد أن تم الإعلان عنها العام الماضي، حيث لاقت في عامها الأول اقبالا كبيرا من الباحثين على مستوى العالم.
وقال إن توصيات المؤتمر ستكون نواة للمؤتمرات والأحداث القادمة في الدولة، التي ستركز على تنفيذ التوصيات إضافة إلى تعزيز التعاون المستقبلي مع الجهات المشاركة فيه.
من جهتها، أفادت الدكتورة سعيدة عياشي، رئيسة قسم الطب الرياضي والرعاية الصحية في مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، بأن المؤتمر قدم فرصا حقيقة للتواصل والتعاون في ظل مشاركة أكثر من 1000 متخصص من الخبراء الدوليين في فعالياته، منوهة بتضمنه جلسات مخصصة لصحة وأداء المرأة، وبما يتماشى مع التزام الإمارات بتعزيز رياضة المرأة.
وأكدت أن مخرجات المؤتمر تشجع الأطباء الشباب على الانخراط في تخصص الطب الرياضي.
واعتبرت عائشة عبد الباسط، مسؤولة قسم العلاج الطبيعي في مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، أن الرؤى المكتسبة من المؤتمر تسهم بشكل فعال في تطوير إخصائيي العلاج الطبيعي في المستقبل، وتعزيز الرغبة لديهم في التركيز على التعلم المستمر والبحث العلمي.