استخدم فريق دولي من علماء الفلك تلسكوب هابل التابع لناسا ووكالة الفضاء الأوروبية في مدار الأرض المنخفض لاكتشاف ثقب أسود نادر داخل عنقود أوميغا قنطورس، أكبر وألمع عنقود نجمي كروي معروف في درب التبانة. ووفقا للموقع الرسمي لرحلات “ناسا”، تعتبر العناقيد النجمية الكروية تجمعات كبيرة من النجوم والمواد الكونية الأخرى يمكن أن تمتد من 10 إلى 300 سنة ضوئية وتملك كتل تتراوح من 1000 إلى أكثر من 1,000,000 كتلة شمسية.
وقاد الفريق ماكسيميليان هابيرل من معهد ماكس بلانك لعلم الفلك في ألمانيا، واستخدموا أكثر من 500 صورة جمعها تلسكوب هابل خلال العقدين الماضيين للكشف عن سبعة نجوم تتحرك بسرعة في المناطق الداخلية من العنقود النجمي، وسمحت حركة هذه النجوم وموقعها والبيئة المحيطة بها للعلماء بتحديد موقع ووجود الثقب الأسود.
واكتشف العلماء أن الثقب الأسود داخل عنقود أوميغا قنطورس ليس من النوع الشائع للثقوب السوداء النجمية أو فائقة الكتلة، حيث تعتبر هذه الثقوب السوداء نادرة للغاية، مع وجود عدد قليل من المرشحين فقط لهذا النوع من الثقوب السوداء حتى الآن.
ويعتقد العلماء أنه ثقب أسود متوسط الكتلة، وهو نوع من الثقوب السوداء الذي طالما اعتُبر “حلقة مفقودة” في فهم علماء الفلك لتطور الثقوب السوداء.
وتقع كتل الثقوب السوداء متوسطة الكتلة بين الكتل الخفيفة نسبياً للثقوب السوداء النجمية والكتل الهائلة للثقوب السوداء فائقة الكتلة التي توجد في مراكز معظم المجرات.
ويعتبر العلماء الثقوب السوداء حاضنة لأكثر البيئات تطرفاً في الكون، مما يتيح لهم استخدامها كأرضية اختبار لقوانين الفيزياء وفهمهم لكيفية عمل الكون. ونظراً لندرة الثقوب السوداء متوسطة الكتلة، فإن العلماء يعرفون القليل جداً عنها. وسمحت لهم اكتشافات الثقب الأسود متوسط الكتلة داخل عنقود أوميغا قنطورس بطرح أسئلة مثل: “هل ينمو الثقب الأسود الفائق الكتلة من ثقب أسود متوسط الكتلة؟ كيف تتشكل الثقوب السوداء متوسطة الكتلة نفسها؟ وهل تعتبر العناقيد النجمية الكثيفة موطناً مفضلاً للثقوب السوداء متوسطة الكتلة؟”