كثيرون قد لا يعلمون شيئاً عن وجود «عسل بحري» في الإمارات، يُنتَجُ من قبل النحل ويجري حصاده في البيئة البحرية في الدولة، وهو ما يُعرف ب «عسل القرم»، الذي يُعد عسلاً محلياً يستخلصه النحل من رحيق أزهار أشجار القرم، والتي تنمو في مياه البحر المالحة، ضمن الخيران.
يتميز عسل القرم بلون عنبري داكن إلى زيتوني، ويكتسب سيولةً عالية، ويتسم بمذاقٍ حلو ونكهةٍ قريبة من نكهة عسل الموالح أو الحمضيات، وهو سريع التبلور، فيما بدأ موسم تزهير أشجار القرم في الإمارات خلال الشهر الجاري.
وأوضح إبراهيم الجروان، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، الباحث في النباتات البرية والحياة الفطرية في الدولة، أن أزهار القرم الصفراء تبدأ بالتفتح في أوائل يونيو/ حزيران من كل عام، وهذا التوقيت مهم، لعدم وجود أشجار أخرى تُزهر في مثل هذا الوقت من العام، ما يُساعد على إطالة الموسم بالنسبة للنحالين، وهو ما يمكنهم من تعزيز أعمالهم الصغيرة ودعم مصادر رزقهم، والمحافظة على استدامتها.
وأشار الجروان إلى أن غابات القرم تزدهر في مياه الخيران، بمختلف المناطق الساحلية في الدولة، في يونيو/ حزيران من كل عام، حيث تنمو «الزهور» على الأغصان، وتتحوَّل لاحقاً إلى ثمار صغيرة خضراء، ذات رحيق شهي، يجتذب النحل، لينتج منه «عسل القرم»، الذي يتميَّز بطعمه الحلو اللذيذ، مع نكهة حادة وشهية.
وقال: إن النحل يُنتج من هذه الأزهار محصولاً وفيراً من «العسل» خلال فترة قصيرة، مقارنةً بالأشجار الأخرى، ولعل التركيز العالي للرحيق في أزهار تلك الأشجار من الأسباب المحتملة لهذا الإنتاج العالي. ويأتي موسم حصاد «عسل البحر» عادةً خلال يوليو/ تموز.
ويبلغ سعر كيلو «عسل القرم» نحو 80 إلى 150 درهماً، ويأتي بعد «عسل السمر»، الذي يحل أولاً، من حيث السعر، بنحو ألف درهم أو أكثر للكيلو جرام للصنف «البري» أو البعْلي الحر، وما يتراوح بين 250 و300 درهم لإنتاج مناحل التربية، مع توقعات بارتفاعه في الموسم الجديد إلى 300 و350 درهماً.
رأس الخيمة: عدنان عكاشة / الخليج