تثير الروائح المتعلقة بالسرطان أنماط نشاط دماغية مميزة لدى الحشرات وبعض الكائنات، حيث تُظهر صورة مقربة لنحلة تهبط على زهرة وجود تفاعلات بينة وواضحة مع المحيط الخارجي.
ووفقا لدراسة نشرت في مجلة “ساينس نيوز” الأمريكية، تظهر أنظمة الشم عند النحل حساسية كبيرة للغاية، لدرجة أن العلماء قد يتمكنون يومًا ما من استخدام الحشرات للكشف عن روائح السرطان.
وتستطيع النحلة اكتشاف الروائح الدقيقة لسرطان الرئة في المختبر، وحتى الرائحة الخفيفة للمرض التي يمكن أن تنبعث من نفس المريض وهو يعاني من الورم في رئتيه.
واستلهم العلماء من القدرات الشمية الفائقة للحشرات، وقاموا بتوصيل أدمغة النحل الحية بأقطاب كهربائية، ومرروا روائح مختلفة تحت هوائيات الحشرات، ثم سجلوا إشارات أدمغتها.
يقول ديباجيت ساها، مهندس الأعصاب في جامعة ولاية ميشيغان في إيست لانسينغ، “يصبح الأمر واضحًا للغاية – مثل النهار والليل – سواء كانت [النحلة] تستجيب لمادة كيميائية أم لا.”
وتُثير الروائح المختلفة أنماط نشاط دماغي مميز، كنوع من البصمة العصبية للرائحة، كما أفاد ساها وزملاؤه في 4 يونيو في مجلة أجهزة الاستشعار البيولوجية والإلكترونية.
ويقول هذا العالم المتخصص في الأعصاب والدماغ إنه قد يتمكن الأطباء يومًا ما من استخدام النحل في عيادات السرطان كأجهزة استشعار حية للكشف المبكر عن الأمراض.
وتوجد الأنوف الإلكترونية، أو e-noses، وأنواع أخرى من معدات استشعار الروائح الميكانيكية، لكنها ليست فعالة مثل النحل، ويقول ساها إنه عندما يتعلق الأمر بالروائح، “تملك البيولوجيا هذه القدرة على التمييز بين الخلائط المتشابهة للغاية، وهو ما لا يمكن لأي أجهزة استشعار مصممة هندسيًا القيام به.”