الحدس في مفهوم علماء الدماغ والأعصاب

يتمتع الدماغ البشري بمهارة فائقة في اكتشاف الأنماط في العالم واستخدام هذه المعلومات لتوقع الأحداث المستقبلية. ووفقا لمجلة “ميديكال إكسبريس”، تنعكس هذه القدرة أيضًا في كيفية استماعنا للموسيقى، حيث نستطيع توقع ما سيأتي بعد ذلك في اللحن بشكل حدسي.
و سعى باحثون من معهد ماكس بلانك لعلوم الإدراك والدماغ البشري إلى فهم الديناميكيات العصبية المعقدة التي تدعم هذه القدرة على توقع الألحان. و أظهرت ورقتهم الأخيرة، التي نُشرت في المجلة الأوروبية لعلم الأعصاب، أن عامل عدم اليقين (الانتروبيا) يلعب دورًا مهمًا في توقع الألحان الموسيقية، كما كشفت عن اختلافات جديدة في كيفية معالجة الموسيقيين وغير الموسيقيين للموسيقى.
و كتب الباحثون خوان دانييل جاليانو أوتالفارو وجوردي مارتوريل وزملاؤهم: “تشير الدراسات السابقة في علم الإدراك الموسيقي إلى أن نشاط الدماغ منخفض التردد (1-8 هرتز) يُشفّر توقعات لحنية تتجاوز الجوانب الصوتية للمحفز”.
و أضافوا: “اعتمدنا على هذا العمل لفصل الديناميكيات العصبية المرتبطة بعدم اليقين في التنبؤ اللحني (الممثلة بالانتروبيا) وخطأ التنبؤ (الممثلة بالمفاجأة) فيما يتعلق بالمعلومات الزمنية (بداية النغمة) ومحتوى النغمة (طبقة الصوت)”.
و شملت الدراسة 20 مشاركًا، نصفهم كانوا عازفي بيانو محترفين، و طُلب منهم الاستماع إلى 10 ألحان بيانو مقتبسة من أعمال يوهان سباستيان باخ، استغرقت كل منها حوالي 150 ثانية.
وأوضحت النتائج أن نشاط الدماغ في نطاق التردد المنخفض يُظهر ارتباطًا وثيقًا بعملية التوقع اللحني، مع وجود فروقات ملحوظة بين استجابة الموسيقيين وغير الموسيقيين. و عززت هذه الدراسة فهم كيفية تفاعل الدماغ مع الموسيقى بشكل أعمق، مما يفتح آفاقًا جديدة في أبحاث علم الأعصاب الموسيقية
.

أخبار ذات علاقة