تراجع تصنيف بلوتو من كونه كوكبًا كاملاً منذ سنة 2006، ولا يزال يحتفظ بمكانة خاصة في قلوب العلماء، وتوجد أسباب عملية وعاطفية لذلك؛ إذ يحتوي بلوتو على ألغاز مثيرة تحتاج إلى فك شفراتها، وقد زاد الفضول نحوها بعد زيارة مركبة “نيو هورايزنز” للنظام.
ووفقا لمجلة “يونيفورس توداي”، وللبحث في هذه الألغاز، اقترح فريق متعدد التخصصات من جامعات ومعاهد أبحاث عديدة مهمة “بيرسيفوني” التي قد تستمر لـ 50 عامًا.
ووفقا لمجلة “يونيفورس توداي”، أطلقت “نيو هورايزنز” مرورها السريع بالنظام في عام 2015، وهو ما يُعتبر حاليًا جزءًا من حزام كايبر.
وجمعت المهمة بيانات عن الكوكب القزم وقمره الفريد “شارون”، وبعد تحليل العلماء لهذه البيانات، بقيت رغبتهم في المزيد، خاصة فيما يتعلق بخصائص سطح معينة لاحظوها.
وتسعى “بيرسيفوني” للإجابة عن أربع أسئلة علمية رئيسية وفقًا لورقة بحثية نُشرت في عام 2021، وهي: كيف تطور عدد عناصر حزام كايبر؟وما هي بيئات الجسيمات والمجالات المغناطيسية لحزام كايبر؟ و كيف تغيرت أسطح كل من بلوتو وشارون؟وما هي الهياكل الداخلية لكل من بلوتو وشارون؟
ويعد السؤال الأخير هو الأكثر إثارة، إذ قد يكون الجواب أن لدى بلوتو محيطًا تحت السطح رغم بُعده الكبير عن الشمس. وهناك بعض الأدلة على ذلك، حيث يبدو أن سطح بلوتو نشط، كما قد يكون الجليد في منطقة تسمى “سبوتنيك بلانيتيا” مؤشرًا على وجود محيط تحت السطح، لكننا نفتقر حاليًا للبيانات اللازمة لإثبات ذلك.
وتسعى “بيرسيفوني” لتوفير تلك البيانات، وبسبب القوانين الصارمة للميكانيكا المدارية والقيود الحالية على تكنولوجيا الدفع، ستستغرق المهمة عقودًا عديدة، حتى مع الاستفادة من تسارع الجاذبية لكوكب المشتري.
ويشمل تصميم المهمة فترة تشغيل تمتد لـ 31 عامًا، بما في ذلك 28 عامًا من الرحلة وثلاث سنوات من المدار حول بلوتو وشارون.
ويمكن أن تُمدد المهمة لزيارة أجسام أخرى في حزام كايبر لمساعدة العلماء على تحديد التنوع بين تلك الأجسام في هذا الجزء الواسع من الفضاء.