تحدّث روب مانينغ المهندس المتميز في مختبر الدفع النفاث، سنة 2007، عن إمكانية هبوط بشرية على المريخ واعتبرها شبه مستحيلة، رغم نجاحه في قيادة فرق الدخول والنزول والهبوط لثلاث مهام لمركبات استكشاف المريخ. ولكن بعد 20 عامًا تقريبًا من العمل والبحث والمزيد من عمليات الهبوط الناجحة، يؤكد مانينغ أن التوقعات تحسّنت بشكل كبير.
ووفقا لمجلة “يونيفورس توداي” المتخصصة في أبحاث الفضاء، قال مانينغ في حديث أجراه في عام 2024: “لقد أحرزنا تقدمًا كبيرًا منذ عام 2007”.
وأضاف: “من المثير رؤية كيف تطوّر الوضع، لكن التحديات الأساسية التي واجهناها في 2007 لم تختفِ، بل تحوّلت”. وتنبع هذه التحديات من مزيج من الغلاف الجوي الرقيق للغاية للمريخ – الذي يقل كثافته عن الغلاف الجوي للأرض بأكثر من 100 مرة – وحجم المركبات الفضائية الكبيرة المطلوبة للمهام البشرية التي قد تزن بين 20 و100 طن متري.
و أضاف مانينغ في عام 2007: “يعتقد الكثيرون أن هبوط البشر على المريخ يجب أن يكون سهلًا، نظرًا لأننا نجحنا في الهبوط على القمر ونهبط بشكل روتيني مركبات تحمل البشر من الفضاء إلى الأرض”.
و تابع: “وبما أن حجم المريخ ومقدار الغلاف الجوي يقعان بين الأرض والقمر، فإن البعض يظن أن هبوطه يجب أن يكون بسيطًا”.
و يواجه الغلاف الجوي للمريخ تحديات غير موجودة على الأرض أو القمر، و على المركبة الفضائية الكبيرة والثقيلة التي تدخل الغلاف الجوي الرقيق والمتقلب للمريخ أن تُبطئ سرعتها في غضون دقائق قليلة من السرعات بين الكوكبية الهائلة (كانت سرعة مركبة برسيفيرنس 19,500 كيلومتر في الساعة عند وصولها إلى المريخ) لتصل إلى أقل من سرعة الصوت (Mach 1)، ثم تتحول بسرعة إلى وضع الهبوط للتمكن من الهبوط بسلاسة.