يقترح العلماء أن اللب الداخلي للأرض الذي يوازي في حجمه القمر، يدور بشكل مستقل عن الوشاح والقشرة، وأنه الآن يتراجع بالنسبة لتلك الطبقات الأخرى بشكل غريب نوعا ما.
ووفقا لمجلة “ساينس نيوز” الأمريكية”، أظهرت دراسات من بيانات الزلازل أن اللب الداخلي للأرض كان يدور بشكل أبطأ من الوشاح والسطح منذ حوالي عام 2010، حسبما أفاد الباحثون في 12 يونيو في مجلة Nature.
وتبدو الدراسة وكأنها تؤكد اكتشافًا مثيرًا للجدل من العام الماضي بأن اللب الداخلي قد يكون قد عكس دورانه بالنسبة للوشاح والسطح، وهو تحول يحدث كل 35 عامًا تقريبًا .
وتقترح الدراسة الجديدة أيضًا أن هناك شيئًا ما قد تدخل في الانقلاب الأخير، حسبما يقول الجيوفيزيائي جون فيدال من جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجلوس، حيث رصد لب الأرض “وهو يعود إلى الوراء ببطء أكثر مما كان يتقدم.”
لا يزال اللب الداخلي يدور في نفس اتجاه الوشاح والسطح، ويمكن تمثيل ذلك بتخيل حافلة وشاحنة تسيران بجانب بعضهما البعض في نفس الاتجاه، وتتباطأ الشاحنة، وتتقدم الحافلة.
ومن منظور سائق الحافلة، يبدو أن الشاحنة تتحرك للخلف الآن، ولكن بالنسبة لأحد المشاة، يظهر أن كلا المركبتين تسيران إلى الأمام، وهو الامر ذاته الحاصل في باطن الأرض.
وتقترح الدراسة الجديدة أنه إذا كان هناك شخص يقف على سطح الأرض فيمكنه رؤية اللب الداخلي ، مثلما ينظر سائق الحافلة إلى الشاحنة، وسيبدو أنه يدور في الاتجاه المعاكس مما كان عليه قبل بضعة عقود.
وتعد هذه الظاهرة أمرا غريبا نوعا ما بالنسبة للب الأرض، غير إن ذلك يبقى عاديا إذا ما تخيلنا العجائب التي تخظنها ظاهرة الجاذبية والمغناطيسية في كوكب الأرض وحوله.