يمكن للعين البشرية أن تميز ما يقرب من ثمانية ملايين درجة لون، ومع ذلك، فإن هذا العضو المتقدم جدًا يعطي القليل من المعلومات حول إبصار الألوان في الليل مقارنة بالقطط، حيث لا يزال السؤال معلقا حول العمليات الدقيقة التي تحدث لكي يقع فعل الإبصار في الظلام.
ووفقا لموقع “فوتورا سيونس” الفرنسي، يشرح لنا فريق علمي من جامعتي إنيسييل وجامعة ليل 1، من خلال برنامج كيزاكو ، كيف يعمل هذا العضو الرباني المدهش الذي لا يتجاوز وزنه 7 غرامات، إذ من المعروف أن حاسة البصر لدى الإنسان تتأثر في الليل بشكل كبير، بينما تجد القطط طريقها بسهولة في الظلام.
ويعني ذلك حسب الدراسة الفرنسية، أن القطط تتمتع بقدرات بصرية هائلة جدا تجعلها تحظى بفرصة مراقبة الألوان الكاملة للعالم من حولها، ما يفسر سبب صيدها فرائس صغيرة دون إنارة، ونحن نيام في الظلام.
ويعتمد إدراك اللون والرؤية بشكل عام على الخلايا المستقبلة للضوء الموجودة في الجزء الخلفي من أعيننا، أي في شبكية العين بالضبط. ويتمثل دورها في تحويل الأشعة الضوئية التي تدخل العين إلى إشارات كهربائية، فتنقلها الأعصاب البصرية إلى الدماغ والتي يمكنها تفسير الصورة وتحويلها إلى خاصيتها المرئية.
ويؤكد العلماء أن هناك نوعان من الخلايا المستقبلة للضوء: المخروط اللولبي والقضبان، حيث يعمل الأول بإضاءة عالية ويدرك الألوان بفضل الأصباغ، ويسمح الأخير، الأكثر حساسية، بالرؤية عند اللمعان المنخفض.
ويفسر العلماء أن هذا هو السبب في أننا لا نرى سوى ظلال رمادية في الليل، بينما تتوفر القطط على ستة إلى ثمانية أضعاف من الخلايا المستقبلة مقارنة بالبشر، مما يسمح لها بالرؤية بشكل أفضل في الليل.