مسبار/نهى عبدالهادي
بعيداً عن المستويات الفنية للاعبين وأعمارهم، تمثل قيم الانضباط والجدية العزيمة والإصرار والتحدي أبرز ملامح شخصية ممارسي رياضة الجوجيتسو، ويعدّ اللاعب الإيطالي بريسكو كاسيرتانو، نموذجاً ملهماً للأجيال الجديدة المحبّة للرياضة والراغبة في تطوير نفسها.
جاء كاسيرتانو إلى أبوظبي للمشاركة في بطولة هذا العام حاملاً معه سنوات طويلة من التدريب والخبرة، وذكريات مراحل حافلة بالتحديات من حياته، وأملاً في مستقبل أفضل يساعده على تحقيق أحلامه وطموحاته.
كان كاسيرتانو البالغ من العمر 35 عاماً، لاعب جودو محترف في المنتخب الإيطالي، حيث خاص 11 نزالاً في طريقه للتأهل إلى الألعاب الأوليمبية، ولكنه تعرّض لتحدٍ كبير حول مسيرته بالكامل وفرض عليه واقعاً مختلفاً. ويقول اللاعب: “في صيف عام 2016، كان شغلي الشاغل هو التدرب لأجل التأهل إلى دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية في ريو دي جانيرو، البرازيل، وتعين عليّ حينها أن أكون ضمن أفضل 35 لاعباً في العالم، لكنني تعرّضت لإصابة كسر في الركبة، حطمت كل أمل لدي في ذلك”.
حاول كاسيرتانو مواصلة مشواره في رياضة الجودو إلا أنّه لم يتمكن من ذلك وشعر بأن كل أحلامه تتبخر أمام عينيه، ولكنه تمسّك بالأمل وبدأ يتدرب على مهارات رياضة الجوجيتسو بعد تعافيه من الإصابة لعلّه يتمكن من تحسين مهاراته في القتال الأرضي. شعر كاسيرتانو بشغف كبير تجاه الجوجيتسو واعتمادها على التركيز والقتال الأرضي، ما فتح أمامه أفقاً جديداً رسم ملامح مستقبله الرياضي.
يقول: “منحتني الجوجيتسو فرصة التنافس وخوض النزالات مجدداً، وسرعان ما شعرت بتطور ملحوظ في مستواي، منحني شعوراً بالقوة وأعاد إلي الأمل في مطاردة الفرحة والسعي بقوة لصعود منصة التتويج دون القلق من الإصابة”.
يتدرب كاسيرتانو حالياً في نادي كروس فايتر روما، ويقول: “أشارك في بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو للمرة الأولى وأتنافس في فئة الأساتذة 1 وزن 94 كجم حزام بنفسجي، وأشعر اليوم بأنه قد عاد لي الأمل والطموح والرغبة في المنافسة”.
يواجه كاسيرتانو تحديات عديدة، حيث ما تزال رياضة الجوجيتسو حديثة العهد في إيطاليا، حيث أوضح: “تشهد رياضة الجوجيتسو في إيطاليا نمواً كبيراً إلا أنها ما تزال في البدايات، وأتوقع بأن تحقق مزيداً من الانتشار في السنوات المقبلة، وأتطلع لأكون جزءاً من هذا التطور وأتمكن من التتويج بالميداليات”.