مسبار/ د.محمد الكرافس
تظهر بين الفينة والأخرى تقنيات جديدة مبتكرة لتلبية هذا الطلب الكبير على الماء في عالم يتزايد فيه الإلحاح على المياه الصالحة للشرب بشكل مستمر، ويشكل عبئا على المحطات والشبكة الهيدروغرافية والفرشة المائية.
وتبرز تقنية حصاد الماء من الهواء كحل واعد ومبتكر لمشكلة ندرة المياه، وتعتمد هذه التقنية على استخراج الرطوبة من الهواء وتحويلها إلى ماء صالح للشرب، ما يقدم حلاً مستدامًا للعديد من المناطق التي تعاني من نقص الموارد المائية.
وتعتمد تقنية حصاد الماء من الهواء على مبدأ التكثيف، وهو تحويل بخار الماء في الهواء إلى قطرات ماء سائلة. ويُنجَز ذلك باستخدام أجهزة تعرف باسم “جامعات الماء من الهواء” .
وتعمل هذه الأجهزة من خلال تبريد الهواء الرطب إلى درجة حرارة أقل من نقطة الندى، مما يؤدي إلى تكثف بخار الماء الموجود في الهواء وتحوله إلى ماء سائل. ويتم جمع هذا الماء ومعالجته ليصبح صالحًا للاستخدام البشري.
ويمثل حصاد الماء من الهواء حلاً مبتكرًا وواعدًا لمشكلة ندرة المياه التي تواجه العديد من المناطق حول العالم. ورغم التحديات المرتبطة بتكلفته وكفاءته، فإن الفوائد الكبيرة التي يقدمها تجعل من الضروري الاستثمار في تطوير هذه التقنية وتحسينها. ومن خلال الابتكار والتطوير المستمر، يمكن لهذه التقنية أن تسهم بشكل كبير في تحقيق الاستدامة المائية وضمان توفر مياه الشرب للجميع في المستقبل.
سبق أن نجح فريق علمي متخصص في ابتكار تقنية تعمل بالطاقة الشمسية والتي تحصد المياه من الهواء، حيث من الممكن أن تساعد ملايير الأشخاص عبر العالم في توفير هذه المادة الحيوية.
ووفقا لمجلة “ساينس ألورت” العلمية، أكد الباحثون أنه حتى في حالة عدم وجود سحب في السماء ، فهناك دائمًا ماء يدور في الغلاف الجوي يمكن حصاده بطرق وتقنيات دقيقة.
وستكون هذه التقنية كافية لتوفير مياه شرب آمنة لمليار شخص بالمقارنة مع نسبة الرطوبة الموجودة في الهواء والغلاف الجوي، حيث تقل النسبة في بعض المناطق، و تنحصر في 0.001 في المائة، ولكنها ترتفع في المناطق ذات الرطوبة العالية.
وإذا استطعنا إنشاء جهاز فعال من حيث التكلفة خارج الشبكة يستخدم الطاقة الشمسية لحصاد السوائل من السماء ، فإن ورقة جديدة تقدر أنه يمكننا إنتاج 5 لترات (1.3 جالون أمريكي) من المياه يوميًا في المناطق التي تفتقر إلى مصادر المياه النظيفة.
ويوكد الباحثون أن التقنية الجديدة للأسف، لن تعمل في كل مكان، إذ ينحفض أداء أجهزة تجميع المياه في الغلاف الجوي في الأماكن شديدة الجفاف.
وتقل نسبة العمل تحديدًا في تلك المناطق التي تقل نسبة الرطوبة فيها عن 30 بالمائة، ما يقلل نسبة المياه المحصل عليها.
ويمكن لمثل هذه الأجهزة الافتراضية مع ذلك، في المناطق الاستوائية، أن ترطب ملايين اللترات وتحصد منها المياه، حيث يعيش ثلثا الأشخاص الذين لا يملكون مياه شرب مُدارة بأمان حاليًا في المناطق الاستوائية، لاسيما في إفريقيا وجنوب آسيا وأمريكا اللاتينية.